الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

صفة عمرة النبى صلى الله عليه وسلم -هكذا اعتمرالرسول عليه الصلاة والسلام

إن أهم الفرائض وأعظم الوجبات هى توحيد الله والإخلاص له فى جميع العبادات
وأن تؤدوا مناسك الحج وسائر العبادات على الوجه الذى شرعه الله لعباده
على لسان رسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
وإن أخطر الجرائم هى الشرك بالله سبحانه ، وهو صرف العبادة أو بعضها لغيره سبحانه


قال الله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
آية 48 سورة النساء

وقوله سبحانة وتعالى يخاطب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم 


(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ)
65 الزمر


أما العمرة فهى واجبة كالحج مرة فى العمر
لقول النبى صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم 
فى حديث عمر رضى الله عنه لما سأله جبريل عليه السلام عن الاءسلام قال :
( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، واقامة الصلاة ،واتاء الزكاة 
وتصوم رمضان ، وتحج وتعتمر
)
الحديث رواه ابن خزيمة والحاكم باءسناد صحيح

الراوي: أبو المنتفق المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3508
خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه 


ولقول النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها : ( على النساء جهاد
لاقتال فيه : الحج والعمرة
 )
أخرجه الاءمام أحمد وابن ماجة باسناد صحيح

الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 981
خلاصة حكم المحدث: صحيح 



وقد اعتمر النبى صلى الله عليه وسلم 4 عمرإحداهن عام الحديبية ، وقد صده المشركون عن أداء مناسكها فصالحهم ونحر هديه
وحلق رأسه لكونه محصراً ، ورجع إلى المدينة هو وأصحابه رضى الله عنهم 
وأنزل الله فى ذلك قوله تعالى : ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )
سورة البقرة آية 196

ثم اعتمر عمرة القضاء فى عام 7 من الهجرة 
ثم اعتمر عمرته الثالثة من الجعرانة عام الفتح سنة 8 من الهجرة
ثم اعتمر عمرته الرابعة قارناً لها مع حجه .

والعمرة هى زيارة البيت للطواف والسعى والحلق أو التقصير .
وليس لها وقت معين 
بل هى مشروعة فى جميع السنة 

وهى فى رمضان تعدل حجة مع النبى صلى الله عليه وسلم 
وهى واجبة مرة بالعمر كالحج ومازاد فهو تطوع

وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الْحَجَّةُ الْمَبْرُورَةُ لَيْسَ لَهَا جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ ، وَالْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا " .

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2901
خلاصة حكم المحدث: صحيح 



وصفة العمرةإن كان المعتمر خارج المواقيت فليحرم بها من الميقات الذى يمر عليه
ويستحب له عند ذلك الغسل والطيب ، كما يستحب يستحب له ذلك عند إحرامه بالحج.
وأذا توضأ وصلى ركعتين وأحرم بعدهم كان أفضل
وأن أحرم بعد الصلاة المفروضة كفى ذلك ، ويستحب له أن يلبى بها بعد النية
إذا ركب دابته أو سيارته فى الميقات .

أما إذا كان فى الجو فاءنه يلبى بها عند محاذاته ميقاته
ثم يشتغل بالتلبية الشرعية التى كان يلبى بها النبى صلى الله عليه وسلم وهى
( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك )

وإن لبى قبل أن يركب دابته أو سيارته فلا بأس 
ولكن الأفضل ان تكون التلبية بعد الركوب ، اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم

فاءذا وصل إلى البيت طاف بالبيت سبعة اشواط كطوافه فى الحج
 
ويرمل فى الاشواط الثلاثة الأولى ، ويمشى فى الأربعة الباقية 
ويضطبع فى جميع طواف القدوم ، وذلك بأن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن
وطرفيه على عاتقه الأيسر . 
وبعد الفراغ من الطواف يجعل ردائه على كتفيه قبل أن يصلى ركعتى الطواف .
ويكبر كلما حاذى الحجر الاسود ، ويستلمه ويقبله إن تيسر ذلك
فاءن لم يتيسر تقبيله استلمه بيده وقبلها
فاءن لم يتسر ذلك أشار إليه عند المحاذاة وكبر .


ويستلم الركن اليمانى فى كل شوط إذا تيسر ذلك بدون تقبيل
ويقول ( بسم الله الله اكبر)فاءن لم يتسر ذلك مضى فى مضى فى طوافه ولم يشر إليه
لأنه لم يحفظ عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يشير اليه .

ثم يصلى ركعتين ، هما ركعتى الطواف ، يقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة 
( 
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) فى الأولى
وبسورة (
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فى الثانية اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم 
ثم يتوجه إلى المسعى فيسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة
كما يفعل بالحج 

ويكبر الله ويذكره ، ويدعو على الصفا والمروة ثلاث مرات رافعاً يديه كما يفعل فى سعيه فى الحج .

ويستحب أن يهرول الرجل فى السعى بين العلمين ، ويمشى فيما قبلهما ومابعدهما كما يفعل فى الحج.

أما المرأة فلا رمل عليها فى الطواف ، ولاتشرع لها الهرولة فى السعى ، لأن ذلك لم ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم 
ولاعن صحابته رضى الله عتهم ، وإنما نقل ذلك فى حق الرجال
وقد حكى ابن المنذر رحمه الله الإجماع على أن الرمل فى الطواف والهرولة فى السعى بين العلمين لايشرعان للنساء
ولأن المرأة عورة والمشى أستر لها وأبعد عن الفتنة .

ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل ، إلا إذا كان أداؤه للعمرة قرب الحج ، فاءنه يقصر فيها ، ويترك الحلق للحج
وبهذا تنتهى أعمال العمرة
أسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه ، وأن يتقبل منا ويجعلنا من العتقاء من النار إنه ولى ذلك
والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

أفضل الأنساك الحج والعمرة كما أداها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والله أعلم وأنفع

أفضل الأنساك:
ينبغي لكل حاج أن يحج متمتعاً، والتمتع أفضل الأنساك وأولاها؛ لأنه الذي أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أصحابه به، وعزم عليهم أن يحلوا في حجة الوداع إلا من ساق الهدي، والتمتع أيسر الأنساك وأسهلها.
- إذا أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فالأولى أن يقلب نسكه إلى عمرة ليصير متمتعاً ولو بعد أن طاف وسعى إذا لم يسق معه الهدي، فيقصِّر ويحل؛ اتباعاً لأمر النبي- صلى الله عليه وسلم-.
وأما من ساق الهدي فيظل في إحرامه ولا يتحلل إلا بعد الرمي يوم النحر.
.صفة دخول مكة:
إذا أحرم المسلم بالحج أو العمرة قصد مكة ملبياً، ويسن دخوله من أعلاها إن كان أرفق لدخوله، وأن يغتسل إن تيسر، ويدخل المسجد الحرام من أي جهة شاء، فإذا أراد دخول المسجد الحرام قدم رجله اليمنى، ثم قال ما يقال عند دخول المساجد: «اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ». أخرجه مسلم.
«أَعُوذُ بِالله العَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ». أخرجه أبو داود.
.ما يفعله إذا دخل المسجد الحرام:
1- إذا دخل المحْرِم المسجد الحرام بدأ بالطواف مباشرة إلا أن يكون وقت فريضة فيصليها ثم يطوف.
2- يبدأ المعتمر عمرة مفردة، أو عمرة تمتع بطواف العمرة، ويبدأ القارن والمفرد بطواف القدوم، وهو سنة ليس بواجب.
.أحوال التحلل من النسك:
التحلل من النسك يكون بما يلي:
إما بإتمام النسك، أو التحلل لعذر إن اشترط، أوالتحلل بالحصر بعد ذبح الهدي.
.6- معنى العمرة وحكمها:
- العمرة: هي التعبد للهِ بالطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق، أو التقصير.
.حكم العمرة:
العمرة واجبة في العمر مرة، وتسن في كل وقت من العام، وفي أشهر الحج أفضل من سائر العام، والعمرة في رمضان تعدل حجة.
.عدد عُمَر النبي- صلى الله عليه وسلم-:
اعتمر النبي- صلى الله عليه وسلم- أربع عمر كلها في أشهر الحج وهي:
عمرة الحديبية، وعمرة القضاء، وعمرة الجعرانة، وعمرته مع حجته- صلى الله عليه وسلم-، وكلها كانت في ذي القعدة.
.أركان العمرة:
الإحرام، والطواف، والسعي.
.واجبات العمرة:
الإحرام من الميقات، والحلق أو التقصير، ومن ترك واحداً منها متعمداً، عالماً بالحكم فهو آثم، لكن لا دم عليه، وعمرته صحيحة.
.شروط صحة الطواف:
النية.. الطهارة من الحدث الأكبر.. ستر العورة.. الطواف سبعاً.. أن يبدأ من الحجر الأسود ويختم به.. الطواف بكامل البيت.. أن يجعل البيت عن يساره.. الموالاة بين الأشواط إلا لعذر.
.7- صفة العمرة:
.صفة العمرة التي فعلها النبي- صلى الله عليه وسلم- وبيَّنها:
أن يحرم من يريد العمرة بها من الميقات إذا كان ماراً به، ومن كان دون الميقات أحرم من حيث أنشأ، وإن كان من أهل مكة خرج إلى الحل كالتنعيم ليحرم منه، ويستحب أن يدخل مكة ليلاً أو نهاراً من أعلاها، ويخرج من أسفلها إن كان أيسر له، ويقطع التلبية إذا دخل أدنى حدود الحرم.
- فإذا وصل المسجد الحرام دخله متوضئاً، ويبدأ بالطواف بالكعبة من الحجر الأسود، ويجعل البيت عن يساره.
ويسن أن يضطبع قبل أن يطوف، بأن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر في جميع الأشواط.
ويسن أن يرمل، وهو المشي بقوة ونشاط في الأشواط الثلاثة الأولى من الحَجَر إلى الحَجَر، ويمشي في الأشواط الأربعة الأخيرة، والاضطباع والرمل سنة للرجال فقط دون النساء، في طواف القدوم وطواف العمرة فقط.
- فإذا حاذى الحجر الأسود استقبله واستلمه بيده، وقبَّله بفمه، فإن لم يستطع وضع يده اليمنى عليه وَقبَّلها، فإن لم يستطع استلمه بمحجن، أو عصا ونحوهما مما في يده وَقبَّلها، فإن لم يستطع أشار إليه بيده اليمنى ولا يقبلها، ويمضي ولا يقف، ويقول إذا حاذاه: الله أكبر مرة واحدة، ويفعل ذلك في كل شوط، ثم يدعو أثناء طوافه بما شاء من الأدعية الشرعية ويذكر الله ويوحده.
- فإذا مر بالركن اليماني استلمه بيده اليمنى بدون تقبيل في كل شوط ولا يكبر، فإن شق استلامه مضى في طوافه بلا تكبير ولا إشارة، ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}فيطوف سبعة أشواط كاملة من وراء الكعبة والحِجر، يكبر كلما حاذى الحجر الأسود، ويستلمه، ويقبِّله في كل شوط إن أمكن، ولا يستلم الركنين الشاميين، وله أن يلتزم ما بين الركن والباب بعد طواف القدوم، أو الوداع، أو غيرهما فيضع صدره، ووجهه، وذراعيه عليه، ويدعو ويسأل الله تعالى.
- فإذا فرغ من الطواف غطى كتفه الأيمن وتقدم إلى مقام إبراهيم- صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة/125].
- ثم يسن أن يصلي ركعتين خفيفتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر وإلا في أي مكان من المسجد الحرام، ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون وفي الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص، ثم ينصرف من حين يسلم، والدعاء بعد الركعتين هنا غير مشروع، وكذلك الدعاء عند مقام إبراهيم لا أصل له.
- ثم إذا فرغ من الصلاة يسن أن يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه إن تيسر.
- ثم يخرج إلى الصفا، ويسن أن يقرأ إذا قرب منه: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)} [البقرة/158].
ويقول: أبدأ بما بدأ الله به، فإذا صعد على الصفا ورأى البيت يقف مستقبلاً القبلة ويكبر ثلاثاً رافعاً يديه للذكر والدعاء، لا على هيئة تكبير الصلاة، يوحد الله ويكبره ويحمده قائلاً: «لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلا الله وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ». متفق عليه.
ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة، يجهر بالذكر، ويسر بالدعاء.
- ثم ينزل من الصفا متجهاً إلى المروة بخشوع وتذلل، ويمشي حتى يحاذي العلم الأخضر، فإذا حاذاه سعى سعياً شديداً إلى العلم الأخضر الثاني، ثم يمشي إلى المروة، وفي كل ذلك يهلل، ويكبر، ويدعو.
- فإذا وصل إلى المروة رقاها واستقبل البيت رافعاً يديه ووقف يذكر الله تعالى ويدعو، ويقول ما قاله على الصفا، ويكرره ثلاثاً، ثم ينزل من المروة إلى الصفا، يمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه، يفعل ذلك سبعاً، ذهابه سَعْية، ورجوعه سَعْية، يبدأ بالصفا، ويختم بالمروة، وتسن للسعي الطهارة والموالاة.
والسنة أن يطوف ويسعى في الدور الأرضي، ويجوز أن يطوف ويسعى فيما فوقه من الأدوار لعذر من مرض أوشدة زحام ونحوهما.
.وتسن الموالاة بين الطواف والسعي:
فإذا أتم السعي حلق وهو الأفضل، أو قصَّر من شعر رأسه يعمّه بالتقصير، وتُقصّر المرأة من شعرها قدر أنملة، وبذلك تمت العمرة، وحل له كل شيء حَرُم عليه وهو مُحْرِم كاللباس، والطيب، والنكاح ونحو ذلك.
- المرأة كالرجل في الطواف والسعي إلا أنها لا ترمل في طواف، ولا تسرع في سعي، ولا تضطبع، وتجتنب إظهار الزينة، وكشف الوجه أمام الرجال، ورفع الصوت، ومزاحمة الرجال.
.حكم من جامع زوجته وهو مُحْرِم بالعمرة:
إذا جامع الرجل زوجته بعد الإحرام بالعمرة لزمه أن يتمها ثم يقضيها؛ لأنه أفسدها بالجماع، وإن جامعها بعد الطواف والسعي وقبل الحلق أو التقصير فلا تفسد عمرته، وعليه فدية الأذى.
- إذا أقيمت الصلاة وهو في الطواف أو السعي فإنه يدخل مع الجماعة ويصلي، فإذا انتهت الصلاة أتم الشوط من حيث وقف، ولا يلزمه أن يأتي به من أول الشوط.
.حكم تقبيل الحجر الأسود:
تقبيل الحجر الأسود واستلامه والإشارة إليه والتكبير كل ذلك سنة، فمن شق عليه شيء منها تركها ومضى.
والسنة تقبيل الحجر الأسود واستلامه لمن سهل عليه ذلك في حال الطواف، وبين الطواف والسعي، أما مع الزحام وأذية الطائفين فلا يشرع، وتركه أولى، خاصة النساء؛ لأن الاستلام والتقبيل سنة، وأذىة الناس محرمة، فلا يفعل السنة ويرتكب المحرَّم في آن واحد.
- أصل الحجر الأسود أنه نزل من الجنة أشد بياضاً من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم، ولولا ما مسّه من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي، يبعثه الله يوم القيامة فيشهد على من استلمه بحق، وَمَسْحُ الحجر الأسود والركن اليماني يحطَّان الخطايا حطّاً.
.فضل الطواف بالبيت:
يستحب للمسلم أن يكثر من الطواف بالبيت؛ طلباً لزيادة الأجر.
عَنْ عَبْدِا? بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الحَجَرَ الأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ اليَمَانِيَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ ا?- صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الخَطَايَا» قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ» قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا وَلَا وَضَعَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ». أخرجه أحمد والترمذي.
- الطواف بالبيت على طهارة أفضل وأكمل، وإن طاف بلا وضوء صح، أما الطهارة من الحدث الأكبر كالجنابة والحيض فتجب.
.8- صفة الحج:
- صفة الحج الذي بينه الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأمر به أصحابه رضي الله عنهم.
- يُسن للمحلين بمكة وأهل مكة الاغتسال والتنظف والتطيب ثم الإحرام بالحج يوم التروية قبل الزوال وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، يُحرم من مكانه الذي هو نازل فيه، ويقول في إهلاله: لبيك حجاً وأما القارن والمفرد فيبقى على إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر.
- ثم يخرج ملبياً كل من أراد الحج إلى منى قبل الزوال، فيصلي بها مع الإمام إن تيسر الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً بلا جمع، وإن لم يتيسر صلى في موضع رحله قصراً بلا جمع، ويبيت في منى تلك الليلة.
- ثم إذا طلعت الشمس من اليوم التاسع وهو يوم عرفة سار من منى إلى عرفة ملبياً ومكبراً، فينزل بنمرة إلى الزوال، وهي مكان قريب من عرفات وليس منها.
.حدود عرفات:
من الشرق الجبال المحيطة المطلَّة على ميدان عرفات، ومن الغرب وادي عرنة، ومن الشمال ملتقى وادي وصيق بوادي عرنة، ومن الجنوب ما بعد مسجد نمرة جنوباً بنحو كيلو ونصف تقريباً.
- فإذا زالت الشمس رحل إلى أول عرفة جهة مسجد عرفات، وفي ذلك المكان بطن عرنة يخطب الإمام بالناس وهو الآن داخل المسجد، ثم يؤذن المؤذن لصلاة الظهر، ثم يقيم، ثم يصلي الإمام بهم الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ركعتين ركعتين، يجمع بينهما جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، فإن لم يتيسر له صلى جماعة مع رفقته في منزله جمعاً وقصراً كما سبق.
- ثم يسن له بعد الصلاة أن يتوجه إلى عرفات، ويقف عند الجبل المسمى جبل عرفة، فيجعله بينه وبين القبلة، ويستقبل القبلة جاعلاً حبل المشاة بين يديه.
ويظل واقفاً عند الصخرات أسفل الجبل، يذكر الله، ويدعوه، ويستغفره بخشوع وتذلل، رافعاً يديه، يدعو ويلبي ويهلل، وله الوقوف راكباً على الراحلة، أو جالساً على الأرض، أو واقفاً أو ماشياً، والأفضل ما كان فيه الأخشع له، والأحضر لقلبه.
- ويكثر من الدعاء بما ورد في القرآن والسنة الصحيحة، وبما شاء، ويكثر من الاستغفار، والتوبة، والتكبير، والتهليل، والثناء على الله عز وجل، والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم-، ويُظهر الافتقار إلى الله عز وجل، ويُلحُّ في الدعاء، ولا يستبطئ الإجابة، ويظل يذكر الله ويدعوه حتى يغيب قرص الشمس.
- إن لم يتيسر له أن يقف عند الجبل قرب الصخرات وقف فيما تيسر له من عرفة في منزله أو غيره، وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة.
.وقت الوقوف بعرفة:
يبدأ بعد زوال الشمس من يوم عرفة إلى غروب الشمس، ويستمر زمن الوقوف إلى طلوع الفجر من ليلة العاشر، ومن دخل قبل الزوال أو دخل ليلة عرفة جاز، لكن السنة الدخول بعد الزوال، وَمَنْ وقف ليلاً ولو لحظة أجزأه، ومعنى الوقوف: المكث على الراحلة أو الأرض لا الوقوف على القدمين، ومن وقف بعرفة نهاراً ثم دفع قبل الغروب فقد ترك أمراً مستحباً، ولا دم عليه، وحجه صحيح.
عن عُرْوَةَ بن مُضَرِّسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّهُ أدْرَكَ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- بالمزدلفة حين خرج لصلاة الفجر... فقالَ لَهُ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا هذِهِ وَوَقَفَ مَعنا حتَّى نَدْفَعَ وَقَد وَقَفَ بِعَرفَةَ قَبْلَ ذلكَ ليْلَا أو نَهاراً فَقدْ أتمَّ حَجَّهُ وَقَضى تَفَثَهُ».
أخرجه أبو داود والترمذي.
.وقت الإفاضة من عرفات:
فإذا غابت الشمس أفاض من عرفات إلى مزدلفة ملبياً وعليه السكينة والهدوء، ولا يزاحم الناس بنفسه أو دابته، وإذا وجد فجوة أسرع، فإذا وصل إلى مزدلفة صلى بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين، يجمع بينهما جمع تأخير بأذان واحد وإقامتين، ويبيت بها ويصلي التهجد والوتر.
.وقت الوقوف بمزدلفة:
ثم يصلي الفجر مع سنتها بغلس بعد دخول الوقت، فإذا صلى الفجر أتى المشعر الحرام وهو الآن مسجد مزدلفة، ويقف هناك مستقبلاً القبلة، يذكر الله تعالى، ويحمده، ويهلله، ويكبره، ويلبي، ويدعو راكباً، أو على الأرض حتى يسفر جداً كما قال سبحانه: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة/198].
- وإن لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام فمزدلفة كلها موقف فيدعو في مكانه مستقبلاً القبلة.
ويجوز للضعفة وذوي الأعذار من الرجال والنساء ومن يرافقهم أن يدفعوا من مزدلفة إلى منى إذا غاب القمر أو إذا مضى أكثر الليل، ثم يرموا جمرة العقبة إذا وصلوا منى.

من هدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم


الاثنين، 4 نوفمبر 2013

فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها :
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ .. الآية (36) سورة التوبة
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ." رواه البخاري 2958
والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه
وقوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) " أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها .
وعن ابن عباس في قوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم ، وقال قتادة في قوله " فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم " إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء ، وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه : اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظّم الله . فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل . " انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله : تفسير سورة التوبة آية 36

فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " رواه مسلم 1982
قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم .
ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله .
وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان , ولعلّ لم يوحَ إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه .. شرح النووي رحمه الله على صحيح مسلم .
الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان
قَالَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ رحمه الله : وَتَفْضِيلُ الْأَمَاكِنِ وَالْأَزْمَانِ ضَرْبَانِ : أَحَدُهُمَا : دُنْيَوِيٌّ .. وَالضَّرْبُ الثَّانِي : تَفْضِيلٌ دِينِيٌّ رَاجِعٌ إلَى أَنَّ اللَّهَ يَجُودُ عَلَى عِبَادِهِ فِيهَا بِتَفْضِيلِ أَجْرِ الْعَامِلِينَ , كَتَفْضِيلِ صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى صَوْمِ سَائِرِ الشُّهُورِ , وَكَذَلِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ .. فَفَضْلُهَا رَاجِعٌ إلَى جُودِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ إلَى عِبَادِهِ فِيهَا .. قواعد الأحكام 1/38
عاشوراء في التاريخ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . " رواه البخاري 1865
قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " . قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكرا لله تعالى فنحن نصومه " وفي رواية للبخاري " ونحن نصومه تعظيما له " ورواه الإمام أحمد بزيادة : " وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا " .
قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " .
وصيام عاشوراء كان معروفا حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " .. قال القرطبي : لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام . وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا [ وفي رواية مسلم " كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا " وفي رواية له أيضا : " كان أهل خيبر ( اليهود ) .. يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم " ] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُومُوهُ أَنْتُمْ ." رواه البخاري . وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لأن يوم العيد لا يصام . انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري .
وكان صيام عاشوراء من التدرّج الحكيم في تشريع الصيام وفرضه فقد أُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ الصَّوْمَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ } , ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ الصِّيَامَ بِقَوْلِهِ : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ } أحكام القرآن للجصاص ج1 ، فانتقل الفرض من صيام عاشوراء إلى صيام رمضان وهذا من الأدلة في أصول الفقه على جواز النسخ من الأخفّ إلى الأثقل .
وقبل نسخ وجوب صوم عاشوراء كان صيامه " واجبا لثبوت الأمر بصومه ثم تأكّد الأمر بذلك ثمّ زيادة التأكيد بالنداء العام ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يُرضعن فيه الأطفال وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم : " لما فُرض رمضان تُرك عاشوراء " فتح 4/ 247 أي تُرك وجوبه أما استحبابه فباقٍ .
فضل صيام عاشوراء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ . " رواه البخاري 1867
ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . " رواه مسلم 1976 ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .
أي يوم هو عاشوراء
قال النووي رحمه الله : عَاشُورَاءُ وَتَاسُوعَاءُ اسْمَانِ مَمْدُودَانِ , هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ قَالَ أَصْحَابُنَا : عَاشُورَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ , وَتَاسُوعَاءُ هُوَ التَّاسِعُ مِنْهُ هَذَا مَذْهَبُنَا , وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ ، .. وَهُوَ ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ وَمُقْتَضَى إطْلَاقِ اللَّفْظِ , وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ . المجموع
وهو اسم إسلامي لا يُعرف في الجاهلية : كشاف القناع ج2 صوم المحرم
وقال ابن قدامة رحمه الله :
عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ . وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنِ ; لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ : { أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ } . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ , وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ : التَّاسِعُ وَرُوِيَ { أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ التَّاسِعَ } . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ . وَرَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ , أَنَّهُ قَالَ : { صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ  } إذَا ثَبَتَ هَذَا فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ لِذَلِكَ . نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . وَهُوَ قَوْلُ إسْحَاقَ .
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء
روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم 1916
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر , ونوى صيام التاسع .
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب .
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء
قال النووي رحمه الله : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا : ( أَحَدُهَا ) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .. ( الثَّانِي ) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ , كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ , ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ . ( الثَّالِثَ ) الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلَالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ . انتهى
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ .. فِي عَاشُورَاءَ : { لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } . الفتاوى الكبرى ج6 : سد الذرائع المفضية إلى المحارم
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) : ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم . فتح 4/245
حكم إفراد عاشوراء بالصيام
قال شيخ الإسلام : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ .. الفتاوى الكبرى ج5 ، وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي : وعاشوراء لا بأس بإفراده ج3 باب صوم التطوع يصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة
قال الطحاوي رحمه الله : وَقَدْ { أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَحَضَّ عَلَيْهِ } , وَلَمْ يَقُلْ إنْ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ فَلا تَصُومُوهُ . فَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى دُخُولِ كُلِّ الْأَيَّامِ فِيهِ .
وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدَنَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ , إنْ كَانَ ثَابِتًا ( أي النهي عن صيام السبت ) , أَنْ يَكُونَ إنَّمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ , لِئَلّا يَعْظُمَ بِذَلِكَ , فَيُمْسَكَ عَنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِمَاعِ فِيهِ , كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ . فَأَمَّا مَنْ صَامَهُ لا لإِرَادَةِ تَعْظِيمِهِ , وََلا لِمَا تُرِيدُ الْيَهُودُ بِتَرْكِهَا السَّعْيَ فِيهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَكْرُوهٍ .. مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت
((( وقد ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ، وتزول الكراهية إذا صامهما بضمّّ يوم أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذرا أو قضاء أو صوما طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع، كشاف القناع ج2 : باب صوم التطوع )
وقال صاحب المنهاج ( وَيُكْرَهُ إفْرَادُ الْجُمُعَةِ ) .. وَإِنَّمَا زَالَتْ الْكَرَاهَةُ بِضَمِّ غَيْرِهِ إلَيْهِ كَمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ وَبِصَوْمِهِ إذَا وَافَقَ عَادَةً أَوْ نَذْرًا أَوْ قَضَاءً كَمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ
قال الشارح في تحفة المحتاج : ( قَوْلُهُ إذَا وَافَقَ عَادَةً ) أَيْ : كَأَنْ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَ صَوْمِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ( قَوْلُهُ أَوْ نَذْرًا إلَخْ ) وَكَذَا إذَا وَافَقَ يَوْمًا طَلَبَ ( أي الشارع ) صَوْمَهُ فِي نَفْسِهِ كَعَاشُورَاءَ أَوْ عَرَفَةَ . تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع
قال البهوتي رحمه الله : ( وَ ) يُكْرَهُ تَعَمُّدُ ( إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ ) بِصَوْمٍ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أُخْتِهِ { : لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلّا فِيمَا اُفْتُرِضَ عَلَيْكُمْ } رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ; وَلأَنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ فَفِي إفْرَادِهِ تَشَبُّهٌ بِهِمْ .. ( إلا أَنْ يُوَافِقَ ) يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوْ السَّبْتِ ( عَادَةً ) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمُهُمَا فَلا كَرَاهَةَ ; لأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ . كشاف القناع ج2 : باب صوم التطوع
ما العمل إذا اشتبه أول الشهر ؟
قَالَ أَحْمَدُ : فَإِنْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَوَّلُ الشَّهْرِ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ . وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَتَيَقَّنَ صَوْمَ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ . المغني لابن قدامة ج3 - الصيام - صيام عاشوراء
فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على إكمال ذي الحجة ثلاثين - كما هي القاعدة - ثم صام التاسع والعاشر ، ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضا صام الثامن والتاسع والعاشر ( فلو كان ذو الحجة ناقصا يكون قد أصاب تاسوعاء وعاشوراء يقينا ) . وحيث أنّ صيام عاشوراء مستحبّ ليس بواجب فلا يُؤمر النّاس بتحرّي هلال شهر محرم كما يؤمرون بتحرّي هلال رمضان وشوال .
صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟
قال الإمام النووي رحمه الله :
يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .
ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . .. كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ , رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ . المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلَاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ , وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ . الفتاوى الكبرى ج5
عدم الاغترار بثواب الصيام
يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ : صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةٌ فِي الْأَجْرِ . قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ : لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ , وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ , فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ , وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ لَا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا , فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ . وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ , لِأَنَّهُ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَلَا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ , وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا , كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ , ثُمَّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ , فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلَاتِ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ , إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ , وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ . الموسوعة الفقهية ج31 : غرور
صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان
اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ . فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ , لِكَوْنِ الْقَضَاءِ لا يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ. وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى الْجَوَازِ مَعَ الْكَرَاهَةِ , لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَأْخِيرِ الْوَاجِبِ , قَالَ الدُّسُوقِيُّ : يُكْرَهُ التَّطَوُّعُ بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ صَوْمٌ وَاجِبٌ , كَالْمَنْذُورِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ . سَوَاءٌ كَانَ صَوْمُ التَّطَوُّعِ الَّذِي قَدَّمَهُ عَلَى الصَّوْمِ الْوَاجِبِ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ , أَوْ كَانَ مُؤَكَّدًا , كَعَاشُورَاءَ وَتَاسِعِ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى الرَّاجِحِ . وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى حُرْمَةِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ , وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّطَوُّعِ حِينَئِذٍ وَلَوْ اتَّسَعَ الْوَقْتُ لِلْقَضَاءِ , وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَرْضِ حَتَّى يُقْضِيَهُ . الموسوعة الفقهية ج28 : صوم التطوع
فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج، ولو صام عرفة وعاشوراء بنية القضاء من الليل أجزأه ذلك في قضاء الفريضة ، وفضل الله عظيم .
بدع عاشوراء
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالِاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لَا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ . هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لَا ؟
الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ  عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ , وَلَا غَيْرِهِمْ . وَلَا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا الصَّحَابَةِ , وَلَا التَّابِعِينَ , لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا , لَا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلَا فِي السُّنَنِ , وَلَا الْمَسَانِيدِ , وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ . وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : { أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ } . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ .
ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ : إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ , وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ , تُظْهِرُ مُوَالَاتَهُ , وَمُوَالَاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ , وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ , وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .. فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا , وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ , وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ , وَالتَّعَصُّبُ , وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ , وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ .. وَشَرُّ هَؤُلَاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ , لَا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلَامِ . فَعَارَضَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ , وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ , وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ , وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ , فَوَضَعُوا الْآثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالِاكْتِحَالِ وَالِاخْتِضَابِ , وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ , وَطَبْخِ الْأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ , فَصَارَ هَؤُلَاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الْأَعْيَادِ وَالْأَفْرَاحِ . وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الْأَحْزَانَ وَالْأَتْرَاحَ وَكِلَا  الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ , وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا , وَأَظْهَرَ ظُلْمًا .. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ , لَا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلَا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ ..
وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ : مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ . كَصَلَاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الْأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الِاكْتِحَالُ وَالِاخْتِضَابُ , أَوْ الِاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا مَالِكٌ وَلَا الثَّوْرِيُّ , وَلَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلَا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلَا الْأَوْزَاعِيُّ , وَلَا الشَّافِعِيُّ , وَلَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلَا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلَا أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ .. الفتاوى الكبرى لابن تيمية
وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء : المدخل ج1 يوم عاشوراء
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

فضل صيام يوم عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
أما بعد :
حث النبي صلى الله عليه وسلم على صوم عاشوراء وهو العاشر من محرم لما فيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل من الله جلَّ في علاه، فكتبنا هذه الورقة تذكيراً لإخواننا الكرام ليحرصوا على صومه.
* كان صومُ يوم عاشوراء من شهر الله المحرم واجبًا في الابتداء قبل أنْ يُفْرض رمضان، فلما فُرض رمضان، فمَنْ شاء صام عاشوراء ومَنْ شاء ترك، ثبت ذلك من حديث كلٍ مِن: عائشة، وابن عمر ، ومعاوية في الصحيحين، وابن مسعود ، وجابر بن سمرة عند مسلم، وقيس بن سعد بن عبادة، عند النسائي.
ففي البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود ، والنسائي، وابن ماجة من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه".
ورتب الشارع الحكيم على صوم عاشوراء بتكفير ذنوب سنة كاملة وهذا من فضل الله علينا.
فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ". صحيح مسلم رقم (1162).
وجاء عن عمر بن صهبان، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبدالله، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه، ومن صام عاشوراء غفر له سنة".صحيح الترغيب رقم (1013) و (1021).
ويستحب صوم التاسع مع العاشر لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع".رواه مسلم. قال شيخ الإسلام في المجموع: يعني مع العاشر ولأجل مخالفة اليهود.
وقال ابن قيم الجوزية في الزاد يوما قبله أو يوما بعده أي معه .
فالحرص الحرص على صوم عاشوراء، والله تعالى أسأل أن يتقبل منا صيامنا وأعمالنا، وأن يكفر عنا ذنوبنا، ويحسن ختامنا، وينور قبورنا إنه جواد كريم.
والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الرقية الشرعية لكافة انواع السحر والمسحور والفتك به بأذن الله تعالى


الرقية الشرعية شفاء من كل داء بأذن الله تعالى


الرقية الشرعية لكافة انواع السحر والمسحور والفتك به بأذن الله تعالى

الأحد، 3 نوفمبر 2013

سلوة الأرواح (خشوع مميز وراحة قلب)


آيات إبطال سحر منع العمل وطلب الرزق وتعطيل الزواج وتأخير الزواج والخطوبة

http://www.youtube.com/watch?v=Rx414Dw9UWIhttp://www.youtube.com/v/Rx414Dw9UWI?version=3&autohide=1&feature=share&autoplay=1&autohide=1&attribution_tag=m1-ZosCwzNojtGyOecmypA&showinfo=1

اروع صوت للاذان في العالم (Muezzin of the mosque) muecín de la mezquita

كسوف الشمس وصلاة الكسوف وكيفيتها وكيف هي ؟!! وكيف تكون بالتفصيل ....

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
مشروعية صلاة الكسوف في الإسلام :

صلاة الكسوف مشروعة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة، وعند الأحناف واجبة، فلا بد من الحديث عن الكسوف أولاً، ثم عن صلاة الكسوف، وكيف تؤدى، وعن شروطها، وما إلى ذلك.
الكون مصطلح معاصر، بينما مصطلح القرآن الكريم السموات والأرض، والسموات والأرض من خلق الله عز وجل، وتوجد إحصاءات أخيرة أن في الكون ما يقترب من مئة ألف مليون مجرة
ونحن في مجرة معتدلة، هي درب التبانة، شكلها على شكل مغزل، لو صورناها على شكل مغزل طوله أربعون سنتمتر تقريباً، وعليه نقطة لا تزيد عن ربع ميليمتر، وهذه النقطة هي المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية هي الشمس تدور حولها نجوم، والأرض أحد الكواكب التي تدور حول الشمس.


القرآن الكريم معجزة مستمرة :
الشمس لو وازناها مع الأرض لزاد حجمها عن حجم الأرض بمليون وثلاثمئة مرة، أي إن جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض، والشمس حرارتها في جوفها عشرون مليون درجة، وعلى سطحها ستة آلاف، فلو ألقيت الأرض في الشمس لتبخرت في ثانية واحدة في جوفها الداخل، وبين الشمس والأرض مئة و ستة و خمسون مليون كيلومترًا، يقطعها الضوء في ثماني دقائق، والأرض تدور حول الشمس بسرعة ثلاثين كيلومترًا في الثانية، وقد مضى عن بدء الدرس الآن خمس دقائق، دارت الأرض خلالها ألفًا وثلاثمئة كيلو متراً، وفي خمس دقائق تقريباً عشرة آلاف كيلو مترًا، فمنذ أن قلت: بسم الله الرحمن الرحيم حتى الآن الأرض قطعت عشرة آلاف كيلو مترًا في دورتها حول الشمس، وتقطع هذه المسافة في ثلاثمئة وخمس وستين يومًا وربعًا، وهي السنة الشمسية، والقمر يدور حول الأرض دورة كل شهر، فلو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر- فالأرض يدور حولها القمر- ووصلنا بينهما بخط، وهذا الخط هو نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض، و بحساب بسيط نصف القطر ضرب اثنين ضرب بي
(3.14)
نحصل على محيط الدائرة، أي بالأمتار، إذا عرفنا نصف قطر دائرة مسار القمر حول الأرض عرفنا محيط هذه الدائرة، و نعرف كم كيلومترًا يقطع القمر في رحلته حول الأرض، فلو ضربناها باثني عشر لعرفنا كم كيلو يقطع في السنة، ولو ضربناه بألف لعرفنا كم كيلو يقطع في ألف عام، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
[ سورة الحج: 47]
لو أخذنا الرقم الذي حصلنا عليه هذا الرقم الكبير لو قسمناه على ثواني اليوم، ستون ضرب ستين ضرب أربع و عشرين لكانت سرعة الضوء الدقيقة ( مئتان و تسعة و تسعون ألفاً و سبعمئة و اثنتان و خمسون) هذه الآية مضمون نظرية اينشتاين، التي تاه الغرب بها، وقال: كشفنا سرعة الضوء، وبني على هذه السرعة النظرية النسبية، وقال علماء هذه النظرية: إن الشيء إذا سار بسرعة الضوء أصبح ضوءاً، فأصبحت كتلته صفراً، وحجمه لا نهائياً، وهذا هو الضوء.
وهذه الآية:
﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
[ سورة الحج: 47]
أي ما يقطعه القمر في رحلته في ألف عام حول الأرض، يقطعه الضوء في يوم واحد، هذا معنى الآية بالضبط، ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام، يقطعه الضوء في يوم واحد، طبعاً قسمنا المسافة على الزمن فكانت السرعة، وقد لا يخطر في بال الإنسان أن هذه الآية تلخص النظرية النسبية، لأن الله عز وجل جعل هذا القرآن معجزة مستمرة.
الحكمة من إحجام النبي عن طرح الآيات الكونية :

النبي عليه الصلاة والسلام أحجم عن طرح الآيات الكونية لحكمة بالغةٍ بالغة، أو لأن الله أمره بذلك، فلو شرحها شرحاً مبسطاً يفهمه أصحابه لأنكرنا عليه، ولو شرحها شرحاً مفصلاً نفهمها نحن لأُنكِر عليه، بل تركت هذه الآيات لتكون إعجازاً مستمراً لكتاب الله على مدى الأعوام، وإلى نهاية الدوران.
فالمجموعة الشمسية، الزهرة، وعطارد، والمريخ، والأرض، والمشتري، و نبتون، وبلوتو، هذه الكواكب كلها ممثلة على مجرة درب التبانة بدقة، وقال العلماء: قطر المجموعة الشمسية ثلاث عشرة ساعة، أما طول درب التبانة فمئة و خمسون ألف سنة ضوئية، فالآن القمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، وأحياناً وبحسابات فلكية دقيقة جداً، يمكن أن يأتي القمر بين الأرض والشمس، فيحجب عنا أشعة الشمس، وهذا هو الكسوف، أن يقع القمر بيننا وبين الشمس، لا على كل الأرض، بل على بقعة منها.
الكسوف التام و الكسوف الجزئي :
لذلك البعثات الآن جاءت من أمريكا، ومن أوربا، ومن فرنسا، ومن بريطانيا إلى منطقة عين ديوار في شمال شرق سوريا، والكسوف هناك سيكون تاماً، مدته دقيقتان، وخلال دقيقتين تصبح الأرض ليلاً تماماً، وعندئذٍ يرى سكان هذه المناطق النجوم ظهراً حقيقة هذه المرة، وليس أنْ يقول مزاحاً: واللِه لأرِينّك نجوم الظهر، هؤلاء سوف يرون نجوم الظهر تماماً، ويرون المشتري، والزهرة، وعطارد، ونبتون، وبلوتو، حتى العلماء ذكروا أسماء النجوم التي ترى ظهراً بعد أيام، إلا أن في منطقة عين ديوار والحسكة إلى الموصل هذه المنطقة المحدودة كسوفها تام، يمكن أن ترى ألسنة اللهب حول دائرة الشمس، وقد يزيد طول هذا اللسان عن مليون كيلومترًا، وقد يقول قائل: هل مِن المعقول أنّ القمر بحجمه الصغير يحجب عنا أشعة الشمس؟ الجواب إن قرص الشمس أكبر من قرص القمر بأربعمئة مرة، ولكن بُعد القمر عن الأرض إذا قسناه إلى بعد الشمس عن الأرض، فبُعد الشمس عن الأرض يزيد عن بُعد القمر عن الأرض بأربعمئة مرة، فلو جئت بليرة سورية معدنية ووضعتها أمام عينك لحجبت عنك جبل قاسيون بأكمله، لأنّ بُعدها عن عينك خمسة سنتيمتر، أما بُعد العين عن جبل قاسيون فخمسة كيلو متر، فإذا اختلفت المسافة فإنّ الشيء الصغير يحجب الكبير، فالكسوف يكون القمر بين الأرض والشمس، أما عندنا في الشام فيبدو الكسوف جزئياً كوقت المغرب، طبعاً ليس هناك شمس، وليس هناك ظلام دامس، وهذا اسمه كسوف جزئي.
نعم الله عز وجل على الإنسان :
شبكية العين فيها مائة وثلاثون مليون مخروط وعصية
شبكية العين فيها مئة وثلاثون مليون مخروط وعصية، وهذه مستقبلات للضوء، وهذه الشبكية مؤلفة من عشر طبقات، و هي حساسة جداً، وأخطر ما في العين، و الذي كشف العدد نال جائزة نوبل عام ألف و تسعمئة و سبعة و ستين، مئة و ثلاثون مليون مستقبل ضوئي، من أجل أن تأتي الصورة ناعمة تماماً، والذي عاصر الصحف في البدايات، يذكر أنّ الصور كانت نقطًا خشنة، وهي مجموعة نقاط، والآن في الكمبيوتر، بالطابعة، يقول لك مثلاً تسعمئة نقطة في الميليمتر، أو ستمئة، أو ثلاثمئة، وكلما كثرت النقاط تصبح الصورة طلسًا، و جميلة جداً، فالله وضع لك في الشبكية مئة و ثلاثين مليونًا من أجل أن ترى الصور بدقة بالغة، فلو صورنا الأخوان بآلة تصوير الآن، وحمضناها نفاجأ بأن ألوان الوجوه كلها واحدة تقريباً، ما عدا واحدًا أبيض ناصعًا، وآخر أسود داكنًا، أما الأغلبية فلون واحد، فالأفلام التي يصنعها الإنسان ليس فيها قدرة على أن تظهر تفاوت الألوان، بينما العين البشرية لو درجت اللون الأخضر ثمانمئة ألف درجة، فإنّ العين البشرية تفرِّق بين درجتين، السليمة منها طبعاً، فهذه مئة و ثلاثون مليون عصية ومخروط لاستقبال الألوان الأبيض والأسود، ومن نعم الله علينا وفضله أننا نرى الصور ملونة، بينما القطط والكلاب لا يرونها ملونة، بل أبيض وأسود، أمّا نحن فنراها ملونة، وهذا من فضل الله علينا، وهذه الشبكية ليس فيها مستقبلات للألم، إذْ عندنا أعصاب حس، وأعصاب ألم، وأعصاب حركة، واللهُ عز وجل ما وضع في الشعرة أعصاب حس، وإلاّ لزِمك تخدير لقص أظافرك، ولكن لحكمة بالغةٍ بالغة ما جعل في الأظافر أعصاب إحساس، ولا في الشعر، ولحكمة بالغة أيضاً ما جعل في الجهاز الهضمي أعصاب حس، فلو فتحت حنجرة إنسان، ووضعت فيها ماءً يغلي لم يشعر بشيء أبداً، لأنّ أعصاب الحس في اللسان، ولذلك قال تعالى:
﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾
[ سورة محمد: 15]
ما قال: فأحرقهم قال:
﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾
[ سورة محمد: 15]
كلام القرآن دقيق.
احتراق شبكية العين عند النظر إلى الشمس أثناء الكسوف :

والآن إذا كانت عندنا بحرة فيها صنبور، وفيها مصرف، والصنبور إنش، والمصرف إنش، وهي ممتلئة لن تفيض، فمتى تفيض؟ إذا صار الصنبور إنشين، والمصرف إنشًا، أو بالعكس، فقد ضيّقنا المصرف، وأبقينا الصنبور إنشًا، قال الله عز وجل:
﴿ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾
[ سورة المائدة: 83]
عندنا صنبور مفتوح على قرنية العين، وعندنا قناة للدمع هي المصرف، وثمّة تناسب بين صنبور الدمع والمصرف، والإنسان حينما يبكي يزيد الصنبور على المصرف، فيحدث فيضان للدمع، وكلام القرآن كلام خالق الأكوان قال:
﴿ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾
[ سورة المائدة: 83]
فالله عز وجل ما جعل في شبكية العين مستقبلة للألم، ولو أن الإنسان الآن من دون كسوف حدق في أشعة الشمس ملياً لاحترقت شبكية عينه دون أن يشعر، ولعان من ضعف في البصر، لذلك يُمنع أن تنظر إلى قرص الشمس.
الحكمة من الصلاة وقت كسوف الشمس :
ولكن كسوف الشمس مناسبة مغرية جداً، كي تحدق في قرصها، و حينما تحدق في قرص الشمس يمكن أن تصاب الشبكية بأذى خطير، والأذى الذي قاله الأطباء لا يصحح، ولا يرمم، بل تحترق طبقة من طبقات الشبكية، إذا حدقت في قرص الشمس في أثناء الكسوف تحترق الشبكية، والعلماء قالوا: إذا كان هذا الخطر قائماً على الكبار فهو على الصغار أشد ، لأن شبكية العين عند الصغار حساسة جداً، وضعيفة المقاومة، فلو سمحنا لأطفالنا أن يحدقوا في قرص الشمس في أثناء الكسوف لأصاب شبكيتهم خلل خطير قد لا يرمم، ولعل النبي عليه الصلاة والسلام لحكمة بالغةٍ بالغة أمرنا أن نصلي وقت الكسوف، وأن نطيل الركوع والعين نحو الأرض، وأن نطيل السجود والعين على سطح الأرض، وأن نطيل الركوع والسجود كي لا نرى قرص الشمس في أثناء الكسوف.
ملاحظة :
مات ابن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو سيدنا إبراهيم، ورافق هذا الموت كسوفٌ للشمس، فتوهم الصحابة الكرام لعظم قدر النبي عندهم أن الشمس كسفت لموت إبراهيم، فقام النبي عليه الصلاة والسلام خطيباً وقال:
(( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
[البخاري عن المغيرة بن شعبة]
والنبي أمرنا أن نصلي صلاة الكسوف، فهذه مقدمة عن الكسوف، وعن أصله، أما الخسوف فتقع الأرض بين الشمس والقمر، وأما الكسوف فيقع القمر بين الشمس والأرض.
تعريف الكسوف :

تعريف الكسوف: ذهاب ضوء أحد النيرين ؛ الشمس والقمر أو بعضه، ذهابًا كليًّاً فنقول عنه: إنه كسوف كلي
أو ذهابًا جزئيًا فنقول: إنه كسوف جزئي، و تغيره إلى سواد، يقال: كسفت الشمس، وكذا خسفت، كما يقال: كسف القمر أو خسف، كلاهما جائز، كسوف أو خسوف للشمس والقمر، ولكن المصطلح أن الكسوف للشمس، والخسوف للقمر.



وقت صلاة الكسوف و شرعيتها :
صلاة الكسوف: صلاة تؤدى بكيفية مخصوصة، عند ظُلمة أحد النيرين أو بعضها، وهذا هو الحكم التكليفي، والصلاة لكسوف الشمس سنة مؤكدة عند جميع الفقهاء، و في قولٍ للحنفية إنها واجبة، أما الصلاة لخسوف القمر فهي سنة مؤكدة عند الشافعية والحنابلة، وهي حسنة عند الأحناف، ومندوبة عند المالكية، والأصل في ذلك الإخبار عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
((فعن زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
[متفق عليه عن زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ]
ولأنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى لكسوف الشمس كما رواه الشيخان، ولخسوف القمر كما رواه ابن حبان في كتابه الثقات.
((عن الحسن عن ابن عباس أنَّ القمر كَسَف وابنُ عباس بالبصرة فخرج ابن عباس فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتان ثم ركب فَخَطَبَنا فقال: إنما صليتُ كما رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي وقال: إنما الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات اللَّه لا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فإذا رَأيتُمْ شيئاً منها كاسفاً فليكُن فَزَعُكم إلى ذكر اللَّه عز وجل))
[مسند الإمام الشافعي وعن الحسن عن ابن عباس]
وهي صلاة ذات ركوع وسجود، لا أذان لها ولا إقامة، أما وقت هذه الصلاة فمِن ظهور الكسوف إلى حين زواله، لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((....فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
فصار وقتها من بدء الخسوف أو الكسوف إلى انجلاء الكسوف أو الخسوف، فجعل الانجلاء غاية الصلاة، ولأنها شرعت رغبة إلى الله في ردّ نعمة الضوء.
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ﴾
[سورة القصص: 71]
الحكمة من صلاة الكسوف :
الحكمة من صلاة الكسوف، أن نعرف نعمة الضوء، وقد كان يقول عليه الصلاة والسلام:
(( يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ))
[أحمد عن سعيد بن أبي راشد في حديثه الطويل]
تكون مستوحشًا خائفًا من أشباح، شاعرًا بخوف، وقلق، فتشرق الشمس، ومع إشراق الشمس يمتلئ القلب شعوراً بالأمن، والطمأنينة، فنعمة الضوء نعمة كبيرة جداً، وقد أعجبني في بعض البلاد الأجنبية أنه ما من بيت إلا ويستخدم أشعة الشمس في الإضاءة، عن طريق فتحات في السقف، وهذا شيء مطبق في معظم البيوت، فتحات في السقف يستخدمون أشعة الشمس في الإضاءة، لأنها أشعة ربنا، فلا ثمن للكهرباء آخر الشهر، والآية الكريمة:
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ﴾
[سورة القصص: 71]
في هذه الآية قال:
﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾
[سورة القصص: 71]
أما الآية الثانية فقال تعالى:
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
[سورة القصص: 72]
والعلماء قالوا: في النهار الحاسة الأولى هي البصر، أما في الليل فالسمع، سمعنا صوتًا، لكن لم نرَ شيئًا، سمعنا صوتاً فقط، يقلق في الليل الحاسة الأولى هي السمع، في النهار الحاسة الأولى هي البصر، إذاً لعلها شرعت لتقدير نعمة الضوء في حياة الإنسان، وربنا عز وجل حرك أشياء وثبت أشياء، فثبت أشعة الشمس، إنها في شروق دائم.
حكم صلاة الكسوف في الأوقات التي تكره فيها الصلاة :
صلاة الكسوف في الأوقات التي تكره فيها الصلاة: اختلف الفقهاء في ذلك، فذهب الأحناف إلى أنها لا تصلى في هذه الأوقات التي ورد فيها النهي عن الصلاة، من شروق الشمس حتى ترتفع، ومن كون الشمس في كبد السماء حتى تزول، ومن اصفرار الشمس حتى تغيب، فهذه ثلاث أوقات تكره فيها الصلاة، فلو كان الكسوف في هذه الأوقات كُرِهت عند الأحناف، لأنها أوقات مكروهات، أما عند السادة الشافعية فصلاة ذات السبب تصلى في وقت الكراهة، أما أن تصلي نفلاً مطلقاً فمكروه، فإذا وُجد سبب للصلاة صلِّيتْ في وقت الكراهة، فإذا كنت مع المذهب الحنفي، وكان الكسوف في وقت مكروه فتجعل مكانها تسبيحًا و تهليلاً و استغفارًا، و تفوت صلاة كسوف الشمس لأحد أمرين؛ الآن إذا أراد شخصٌ أن يصلي الجنازة، و قد انتهت الصلاة عليها فقد فاتته ولا يصليها، و متى تفوت صلاة الكسوف؟ تفوت لأحد أمرين؛ انجلاء جميعها، انتهى الكسوف، و انتهت معه الصلاة، فإن انجلى البعض فلك أن تصلي صلاة الكسوف، فإن انجلى البعض فله الشروع للصلاة للباقي.
والشيء الثاني أن صلاة الكسوف تنتهي بغروب الشمس، ولو كانت مكسوفةً، ولو قبل الغروب بربع ساعة، كسفت، ثم غابت، فغياب الشمس إنهاء لصلاة الكسوف، والمعنى الذي أراده النبي أن تكون في أثناء الكسوف مصلِّيًا، وتطيل الركوع والسجود.
سنن صلاة الكسوف :
أما السنن؛ فيسن لمن يريد صلاة الكسوف أن يغتسل، لأنها صلاة شرع لها الاجتماع، وأن تصلى حيث تصلى الجمعة، لأن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاها في المسجد، إذاً أول سنة - الاغتسال - وثانيها أن تصلى في المسجد، في مكان صلاة الجمعة، وأن يدعى لها: " الصلاة جامعة "، و ليس لها أذانٌ، ولا إقامة، اتفاقاً، ومن السنة أن يكثر ذكر الله فيها، والاستغفار، والتكبير، والصدقة، والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب، لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((....فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
فعليك بالإكثار من الصدقة، والأعمال الصالحة، و القرب من الله، والدعاء، والاستغفار، والتكبير، وأن تصلى جماعة، لأن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاها في جماعة.
و قال أبو حنيفة والإمام مالك: يصلى لخسوف القمر وحداناً فرادى، تصلى ركعتين ركعتين، ولا تصلى جماعة لخسوف القمر، لأن الصلاة جماعة لخسوف القمر لم تنقل عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع أن خسوفه كان أكثر من كسوف الشمس، ولأن الأصل أن غير المكتوبة لا تؤدى في جماعة إلا بالدليل.
إذاً خسوف القمر تصلى صلاته فرادى، و كسوف الشمس تصلى صلاتها جماعةً.
وأبو حنيفة رحمه الله تعالى قال: لا خطبة لصلاة الكسوف، وذلك لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((....فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
أمرهم عليه الصلاة والسلام بالصلاة، والدعاء، والتكبير، والصدقة، ولم يأمرهم بخطبة، ولو كانت الخطبة مشروعة فيهم لأمرهم بها، و لأنها صلاة قد يفعلها الفرد في بيته فلم تُشرع له خطبة.
وقال الشافعية: يسن أن يَخطب لها الإمام بعد الصلاة خطبتين كخطبتي العيد والجمعة، لما روت السيدة عائشة عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لما فرغ من الصلاة قام وخطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
(( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
[ البخاري عن عائشة ]
تشرع صلاة الكسوف للمنفرد والمسافر والنساء :
تشرع صلاة الكسوف للمنفرد، والمسافر، والنساء، المسافر يصليها، والمنفرد يصليها، والنساء يصلينها، لأن عائشة وأسماء رَضِي اللَّه عَنْهما صلتا مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويستحب للنساء غير ذوات الهيئات أن يصلين مع الإمام، أما مَن تخشى الفتنة منهن فيصلين في البيوت، لأن الفتنة ينبغي أن تُبعَد عن الصلاة.
والحقيقة عند الأحناف صلاة الكسوف ركعتان كأي صلاة، ركعتان و ركوعان و أربع سجدات، لكل ركعة قيام، وقراءة، وركوع، وسجدتان، كأية صلاة.
كيفية صلاة الكسوف :
الآن كيفية صلاة الكسوف، لا خلاف بين الفقهاء في أن صلاة الكسوف ركعتان، و اختلفوا في كيفية الصلاة بها، فذهب الأئمة الإمام مالك والشافعي وأحمد إلى أنها ركعتان، وفي كل ركعة قيامان، وقراءتان، وركوعان، وسجودان، واستدلوا لما رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ:
(( انْخَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ))
[متفق عليه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ]
وقالوا: وإن كانت هناك روايات أخرى إلا أن هذه الرواية هي أشهر الروايات في الباب، و الخلاف بين الأئمة في الكمال لا في الإجزاء والصحة، فيجزئ في أصل السنة ركعتان كسائر النوافل عند الجميع، فيجزئك أن تصلي ركعتين فقط كأية صلاة عادية، وهذا الحد الأدنى، وأدنى الكمال عند الأئمة الثلاث أن يحرم بنية صلاة الكسوف، نويت أن أصلي صلاة الكسوف، و يقرأ فاتحة الكتاب، ثم يركع، ثم يرفع رأسه ويطمئن، ثم يركع ركوعاً ثانياً، ثم يرفع رأسه ويطمئن، ثم يسجد سجدتين، فهذه ركعة، ومقبول منك ركعتان كأية صلاة، قيام، وقراءة، و ركوع، و سجدتان، أي ركعتان، فالحد الأدنى من الكمال كما ذكر قبل قليل أنْ تقف، وتقرأ، وتركع، ثم تقف، وتطمئن وتركع، ثم تقف وتطمئن، وتسجد سجدتين، وتعيدها كالركعة الثانية.
إذاً هي ركعتان، وفي كل ركعة قيامان، وركوعان، وسجودان، و باقي الصلاة من قراءة، وتشهد، وطمأنينة كغيرها من الصلوات أعلى الكمال، الآن المدارس درجات؛ مقبول، وناجح، و شرف، فأدنى النجاح مقبول كما قلت قبل قليل، وأعلى الكمال أن يحرم، و يستفتح، و يستعيذ، ويقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة، أو قدرها في الطول، ثم يركع ركوعاً طويلاً، و يسبح قدر مئة آية، ثم يرفع من ركوعه فيسبح ويحمد الله عز وجل في اعتداله، ثم يقرأ الفاتحة، و سورة دون القراءة الأولى آل عمران، أو قدرها، ثم يركع فيطيل الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيسبح و يحمد، ولا يطيل الاعتدال ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل السجود بين السجدتين، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيفعل مثلما فعل في الأولى، لكن يكون دون الأول في الطول في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم، فعندك حد مقبول ومتوسط، وعالٍ.
المقبول: ركعتان كأية صلاة.
المتوسط: ركعتان كل ركعة بقيامين وركوعين وسجودين.
العالـي: تقرأ البقرة، وتسبح مقدار مئة آية، وتقف مرة ثانية وتقرأ آل عمران، و تسبح مقدار مئة آية، أو أقل بقليل، ثم تقف وتطمئن، ثم تسجد، وتسجد، و تعيد في الثانية ما فعلته في الأولى.
القراءة جهرية أم سرية :
والآن يجهر بالقراءة في خسوف القمر، لأنها صلاة ليلية، والصلوات الليلية جهرية، والنهارية سرية، و لخبر عائشة أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهر في صلاة الخسوف، ولا يجهر في صلاة كسوف الشمس، والنبي ما صلاها جماعة الخسوف، بل صلاها فرداً في بيته، فمَن الحجة في ذلك؟ السيدة عائشة، صلاها بقراءة جهرية، لأنها صلاة ليلية.
إن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة الكسوف فلم نسمع له صوتاً، لأنها صلاة نهارية، وإلى هذا ذهب الحنفية والمالكية والشافعية.
عدم ورود الخطبة في صلاة الكسوف :
أما الخطبة فليست واردة كما قلت في صلاة الكسوف، إلا أن بعض الأئمة قالوا: لأن النبي قام وقال:
(( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))
[البخاري عن المغيرة بن شعبة]
وهذه الصلاة سنة مؤكدة عند جميع الأئمة، وهي واجبة عند الأحناف، ونحن إن شاء الله تعالى نصليها يوم الأربعاء، فإذا لم أسافر سأكون معكم إن شاء الله، وعلى كلٍّ فأبو محمد الله جزاه الله خيرًا يصلي بنا إماماً الحد المتوسط، حتى لا ننفر الأخوان، إن شاء الله نصليها يوم الأربعاء في أثناء الكسوف، إذا لم أسافر سأصليها معكم، فإذا سافرت فاعذروني، أصليها منفرداً.